دخل أبو الدحداح (رضي الله عنه ) بستانه الكبير و أخذ ينادي زوجته قائلاً : يا أم
الدحداح ، فقالت : لبيك يا أبا الدحداح فقال لها : أُخرجي من البستان ، فقد أقرضتُه
ربي عز وجل (أي أنه تصدَّق به).
فماذا قالت أم الدحداح؟ قبل أن نعرف ردها ، هيا نعرف ما الذي دفع أبا الدحداح إلي
التصدُّق ببستانه الكبير الذي يحوي ستمائة نخلة ؟
حينما نزل قول الله تعالي :- { من ذا الذي يقرض الله حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة}
تأثر الصحابي الجليل بهذه الآية الكريمة ، فالقرض الحسن في هذه الآية هو الإنفاق في
سبيل الله ، فأسرع أبو الدحداح إلي النبي (صلي الله عليه و سلم ) ثم وضع يده في يد
النبي و قال له : إني قد أقرضتُ ربي بستاناً .
نعود إلي زوجته أم الدحداح التي كانت امرأة مؤمنة صالحة ، تعرف ثواب الإنفاق في
سبيل الله فلما عرفت أن زوجها تصدَّق ببستانه لم تكتف بالخروج منه مع صبيانها بل
جعلتهم يتركون ما كان معهم من ثمار حتي لا يأخذوا شيئاً من البستان بعد أن تصدق
به زوجها و قد بشره رسول الله (صلي الله عليه وسلم) بما ينتظره من ثواب في الجنة.
كان أبو الدحداح كريماً جَوَّاداً ، لم يتوقف جُوده عند التَصدُّق ببستانه ، بل أنه جاد
بنفسه في سبيل الله ، فقد خرج للجهاد في غزوة أُحد ، فلما رجحت كفة المشركين في
تلك الغزوة ، صاح أبو الدحداح بأعلي صوته ، و نادي الأنصار كي يلتفوا حوله ، ثم
واجه كتيبة من الكفار ، كثيرة العدد و السلاح و ظل يقاتل في سبيل الله حتي نال
خاتمة السعداء و مات شهيدا في سبيل الله ....
اسأل الله أن نكون جميعا من الشهداء الجوَّادين بأنفسنا و بكل ما نملك و إلي لقاء جديد بقصة جديدة من قصص قوافل الشهداء ................
ملحوظة : اتمني أن تتركوا تعليقا في إن كنتم ترغبون في بقاء قسم قوافل الشهداء و قصصه أم لا و لكم جزيل الشكر....
0 التعليقات:
إرسال تعليق