نحكي لكم قصة الصراع فوق الجبل في وقت المحنة والبلاء
وقد استمر القتال و لاحت بشائر النصر فقد رجحت كفة المسلمين المجاهدين .
لم يستطع المشركون مقاومة هجوم المسلمين فتراجعوا أمامهم و فروا هاربين ، فلاحقهم المسلمون بسيوفهم و رماحهم و أخذوا يجمعون الغنائم التي تركها الأعداء خلفهم و أصبح النصر وشيكاً فالمسلمون يتقدمون ، لا يخشون هجوما مفاجئاً من خلفهم لأن الرماة يقفون فوق الجبل لحماية ظهورهم .
فرح الرماة الواقفون فوق الجبل بما حقق المسلمون من نصرٍ وقال بعضهم :- لا داعي الآن لوقوفنا هنا فوق الجبل ، فقد هُزم الشركين ، هيا نجمع الغنائم مع أصحابنا ، و لكن البعض الآخر اعترض علي رأيهم و قال لهم :- إن النبي قال لكم احموا ظهورنا و لا تغادروا أماكنكم و لكنهم أصروا علي رأيهم قائلين :- فقد أذلَّ الله الأعداء و هزمهم .
كان الصحابي الجليل عبدالله بن جبير هو أمير الرماة الواقفين و كان متميزاً بينهم بثيابه البيضاء فلما رأي بعضهم يريد مغادرة الجبل لجمع الغنائم وقف فيهم خطيباً و أمرهم بطاعة الله و رسوله الكريم (صلي الله عليه و سلم) و نصحهم بعدم مخالفة أمر رسول الله و لكنهم لم يستمعوا لرأيه لم يستجيبوا قط لنصحه .
كان عددهم خمسين رجلاً انطلقوا لجمع الغنائم فلم يبق منهم سوي عشرة أو أقل و قد لاحظ بعض المشركين أن الجبل أصبح خالياً من حُماة ظهور المسلمين فانطلق المشركون من ناحية الجبل و فوجيء عبدالله بن جبير بقدومهم بأعداد كثيرة و كان عددهم أضعاف عدد من بقي مع عبدالله بن جبير و لكنه لم يغادر مكانه و يتراجع و أمر من بقي معه بالمقاومة و الصمود فبدأوا يطلقون السهام نحو المشركين القادمين و ظل عبدالله يرميهم حتي نفذت سهامه فأمسك برمحه و أخذ يطعنهم به حتي انكسر فأمسك سيفه و التحم معه و ظل يقاتلهم حتي سقط جريحاً ، و زيَّن بدمه أرض الجهاد و المعركة و أصبح واحداً من شهداء تلك الغزوة ، غزوة
{أُحُدْ} .......
نسأل الله جميعا أن يُبلغنا منزلة الشهداء جميعا .........
0 التعليقات:
إرسال تعليق