عاهد فوفي ما عاهد و نال أعلي الجنان بعد ان كان من أشد الناس عداوة للإسلام |
حينما دخل رسول الله (صلي الله عليه وسلم )مكة فاتحاً إياها ، خاف عكرمة بن أبي
جهل علي نفسه و حياته ، لذا فرَّ هارباً ، كانت زوجته أم حكيم قد أسلمت و آمنت
بالله و رسوله فذهبت إلي رسول الله (صلي الله عليه و سلم ) و قالت له : لقد هرب
عكرمة منك إلي أرض اليمن ، و خاف علي نفسه من القتل ، أرجو أن تعطيه الأمان ،
فقال لها رسول الله (صلي الله عليه و سلم ) : هو آمن ، فرحت أم حكيم بذلك
و انطلقت كي تلحق زوجها قبل أن يركب البحر هاربا إلي أرض اليمن .
كان عكرمة قد ركب السفينة و كانت تتحرك لتشق عباب البحر ، سمع عكرمة صوت
زوجته تناديه فنظر بعيداً فرآها تُلوح له قائلةً : يا عكرمة ، جئتك من عند خير الناس
و أبر الناس ، من عند رسول الله (صلي الله عليه و سلم ) فلا تهلك نفسك ، إني
استأمنت لك النبي فأعطاك الأمان ، فهيا نعود إلي مكة .
نزل عكرمة و عاد مع زوجته إلي مكة ، ولكن قبل أن يصل إليها ، قال رسول الله
(صلي الله عليه و سلم) لأصحابه : يأتيكم عكرمة ابن أبي جهل مؤمناً مهاجرً ، فلا
تسبوا أباه فإن سب الميت يؤذي الحي ، ولا يبلغُ الميت .
وصل عكرمة إلي حيث يجلس رسول الله (صلي الله عليه و سلم ) فلما رآه النبي مقبلاً
نحوه ، وثب إليه فرحاً به ، آمن عكرمة بالله و رسوله ، و طلب من النبي أن يستغفر
له ، و يسأل الله أن يعفوا عنه ويسامحه علي ما حدث منه من عداء لله و رسوله
و المؤمنين ، فاستغفر له النبي ثم عاهد عكرمة النبي قائلاً : لن أترك نفقةً أنفقتها في
صد عن سبيل الله إلا أنفقت ضعفها و لا قتال كنت أقاتله في صد عن سبيل الله إلا
قاتلت ضعفه ، و قد صدق عكرمة فيما عاهد الله عليه و انضم إلي صفوف المجاهدين
في سبيل الله و راح يدافع عن دين الله دفاع المؤمنين الصادقين المشتاقين إلي الجنة ،
إلي أن نال خاتمة السعداء ، و ارتفع شهيدا في سبيل الله ........
نسأل الله الشهادة في سبيله لنا جميعا و الجنة و الفروس الأعلي إن شاء الله ....
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
0 التعليقات:
إرسال تعليق