الخميس، 27 يونيو 2013

رأت العروس ليلة زفافها ، أن السماء قد فُتحت لزوجها ، فلما دخل فيها ، أُغلقت عليه ! ..... فاستيقظت العروس من نومها , أدركت معني ما رأته لزوجها ، إنها الشهادة في سبيل الله ، كانت تلك العروس هي جميلة بنت عبدالله بن أُبي بن سلول أما زوجها فهو حنظلة بن أبي عامر الرَّاهب . 

و لما انقضت ليلة العُرس ، و أقبل الصبح حمل حنظلة سلاحه ، و لحق برسول الله (صلي الله عليه و سلم) و أصحابه الذين كانوا يستعدون لغزوة أحد و وجد النبي يُسوِّي الصفوف استعداداً للمعركة فوقف حنظلة كالليث وسط صفوف المسلمين أما أبوه فقد كان في صفوف المشركين القادمين من مكة رغم أنه من أه المدينة و لكنه كان قد اعتنق النصرانية قبل بعثة النبي (صلي الله عليه و سلم) و عرف منها أن الله سيبعث نبياً اسمه أحمد و عرف أيضاً أوصافه و زمن ظهوره ز كان الناس قد التفوا حوله في المدينة و أصبح ذا مكانة بينهم بعد اعتناقه النصرانية فلما ظهر النبي و هاجر إلي المدينة انفضَّ الناس من حول أبي عامر و التفوا حول رسول الله (صلي الله عليه و سلم) فحسده أبو عامر و لم يؤمن به ، ثم فرَّ إلي مكة و حرضَّ المشركين علي حربه و أقبل معهم يوم أحد أما ابنه حنظلة فكان من خيار المسلمين حتي أنه استأذن النبي في قتل أبيه الكافر و لكن النبي (صلي الله عليه و سلم) نهاه عن ذلك .

كان مؤمناً قوي الإيمان لذا فهو لم يستطع اليقاء في  بيته  بعد ليلة واحدة من زواجه حينما خرج المسلمون للجهاد لذا فقد حمل سلاحه و لحق برسول الله (صلي الله عليه و سلم) في ساحة الجهاد فقد ترك زوجته وحيدة ، و لم يكن يعرف أنها حملت في و لد سوف يسير علي دربه في طريق الجهاد .

بدأ القتال ، و كان النصر للمسلمين في البداية فلما رجحت كفة المشركين في تلك الغزوة ، اندفع حنظلة كالأسد الثائر و رأي واحداً من قادة المشركين  و هو أبو سفيان و قد كان راكباً فرسه فأسرع  حنظلة نحوه و ضرب أرجل الفرس الخلفية بسيفه فسقط أبو سفيان من فوقه و لكن قبل أن يوجه إليه ضربة بسيفه اندفع أحد المشركين و هو شداد بن الأسود نحوه و ضربه ضربة قوية برُمْحه فسقط حنظلة شهيداً في أشرف ساحة .

بعد استشهاد حنظلة  ، قال النبي لأصحابه :- " إني رأيت الملائكة تغسل حنظلة بن أبي عامر بين السماء و الأرض بماء المُزن (أي بماء السُحب البيضاء) في صحاف الفضة " فأسرع الصحابة إلي حنظلة  ..... فوجدوا رأسه يقطر ماء لذا يُقال لحنظلة : (غسيل الملائكة )  ، و عندما علمت جميلة باستشهاد زوجها و كانت حاملة في مولودها و بعد انقضاء مدة الحمل أنجبت ابنها عبدالله  بن حنظلة الذي مات شهيداً فيما بعد مثل أبيه ......
                                        نسأل الله أن يرزقنا جميعاً شهادة في سبيله ...............

 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة :- المدونة في طور البداية فنتمني منكم أن تنشروها في كل مكان عملاً علي تقدمها و لكم جزيل الشكر ......