الأحد، 16 يونيو 2013

وصية الشهيد ثابت بن قيس

عاد ثابت بن قيس إلي داره و بكي بكاءً شديداً ، بعد أن نزل قول الله تعالي :-{إنَّ الله لا يُحب كل مختال فخُور} ، فقد كان يخشي أن يكون ضمن الذين لا يحبهم الله ، فلما علم النبي (صلي الله عليه وسلم)  بذلك ، سأله عن سبب بكائه فقال : أنا رجل أحب الجمال و
أنا سيد قومي فقال له النبي :"إنك لست منهم ، بل تعيش بخير ، و تموت بخير ، و يُدخلُك الله الجنة" .


بكي ثابت مرة أخري ، حينما نزل قول الله {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي و لا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم و أنتم لا تشعرون } فأرسل إليه النبي (صلي الله عليه و سلم) و سأله عن سبب بكائه فقال أنه ذو صوت جَهُور ، و يخشي أن يكون قد حَبط عملُه فقال له رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) : "إنك لست منهم بل تعيش حميداً و تُقتَلُ شهيداً و يُدخلك الله الجنة .


مرت الأعوام و خرج المسلمون لحرب أهل الردة و اليمامة و مُسَيَّلمة الكذاب فكان من بينهم ثابت بن قيس ، خطيب النبي (صلي الله عليه و سلم ) فلما التقي المسلمون بأتباع مسيلمة الكذاب ، لم يحققوا نصراً و لم يستطيعوا أن يقوموا له في البداية ، فقال ثابت : " لم يكن قتالنا ، هكذا مع رسول الله ، ثم حفر لنفسه حفرةً هو و سالم مولي أبي حذيفة و دخلا فيها و ظل الاثنان يقاتلان ، حتي نالا الشهادة .....


مرًّ رجل علي ثابت بعد استشهاده ، و أخذ درعه الثمينة ، و أخفاها في خيمته ، و لكن رجلاً من المسلمين رأي ثابت بن قيس في منامه يقول له :- "حينما قُتِلتُ بالأمس مرَّ بي رجل من المسلمين فانتزع مني درعاً نفيسة ، ووضعها في خيمته ، و أكفأ عليها قدراً ثم وصف له مكان الخيمة و قال له اذهب إلي خالد بن الوليد و قل له :- ابعث عليَّ درعي ، فيأخذها فإذا عاد إلي خليفة رسول الله ، فيخبره أن عليَّ من الدَّين كذا ، و لي من المال عند الناس كذا ، و يعتق فلاناً من رقيقي (أي من عبيدي) .


أخبر الرجل خالداً بما رآه في نومه فبعث خالد من يأتي بالدرع ، و وجدها في المكان الذي أخبر عنه ثابت ، فلما عاد خالد إلي الخليفة أبي بكر الصديق ، أخبره بما قاله ثابت في الرؤيا ، فأنفذ أبوبكر الصديق وصية ثابت بن قيس بعد موته .......

و نُفذت وصيته بعد استشهاده ، نسأل الله أن نكون جميعا جنداً من صفوف المجاهدين في سبيله 
                                                                                                       و إلي لقاء جديد ......



0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة :- المدونة في طور البداية فنتمني منكم أن تنشروها في كل مكان عملاً علي تقدمها و لكم جزيل الشكر ......