هاجر شاب من مكة إلي أرض الحبشة ، فراراً بدينه ، بعد أن هداه الله للإسلام ، كان
ذلك الشاب هو عبدالله بن سهيل (رضي الله عنه ) الذي هداه الله للإسلام قبل أبيه
سهيل بن عمرو ، أقام عبدالله مدة بأرض الحبشة ثم عاد إلي مكة .
اسقبله أبوه بعد عودته أسوأ استقبال ، فلم يكن قد اعتنق الإسلام حتي ذلك الحين ، شد
وثاقه .... قيده بالحبال ة أذاقهُ العذاب ، كي يترك الإسلام و يرتد كافراً بالله و رسوله ، استمر سهيل في تعذيب ابنه حتي ظن أنه ارتدَّ عن دين الله الحق و عن دين الإسلام العظيم .
فلما خرج المشركون لحرب المسلمين في غزوة بدر ، خرج معهم سهيل بن عمرو و الذي صحب معه ابنه عبدالله و لم يكن يعرف ما يدور في عقل ابنه و لم يطلع علي ما في قلبه و لكنه كان يظن أنه عاد إلي دين قومه و إلي عبادة الأصنام الجامدة التي لا تنفع و لا تضر .
فلما دار القتال في غزوة بدر بين جند الله المؤمنين و أعداء الله المشركين ترك عبدالله بن سهيل صفوف المشركين و انضم إلي جيش المسلمين و حارب معهم ، فكان ذلك مفاجأة لأبيه و شعر بالغيظ الشديد .
كان عبدالله في السابعة و العشرين من عمره و كانت تلك الغزوة هي بداية رحلة جهاده و قد و اصل تلك الرحلة فجاهد مع رسول الله (صلي الله عليه و سلم ) في كل غزواته و استمر في طريق الجهاد حتي بعد وفاة رسول الله حتي نال الشهادة في معركة اليمامة و هو في الثامنة و الثلاثين من عمره .
كان أبوه قد آمن بالله و رسوله و أسلم و تغلغل الإسلام في قلبه فلما ذهب خليفة رسول الله (صلي الله عليه و سلم ) أبو بكر الصديق (رضي الله عنه ) للحج ، التقي بسهيل بن عمرو و عزَّاه في ابنه ، و لما كان الإسلام قد تمكن من قلب سهيل بن عمرو و عرف منزلة الشهداء في سبيل الله ، قال لأبي بكر أنه قد بلغه أن رسول الله قد قال :"الشهيد يُشفَّع في سبعين من أهل بيته " ، و قال سهيل بن عمرو لأبي بكرٍ الصديق :(و أنا أرجو ألا يبدأ ابني بأحد قبلي).......
رضي الله عن عبدالله بن سهيل و تغمده بوافر الرحمة و المغفرة و عن أبوه سهيل بن عمرو و نسأل الله أن يرزقنا جميعاً الشهادة في سبيله و أن يسكنا أعلي الجنان في الفردوس الأعلي يوم القيامة.........
0 التعليقات:
إرسال تعليق