الأحد، 14 يوليو 2013


خرج قائد رومي كبير من بين الصفوف و تقدم راكباً فرسه و كان ذلك يوم موقعة اليرموك ، و قد طلب ذلك القائد الكبير لقاء خالد بن الوليد فتقدَّم خالد نحوه راكباً فرسه و ظل يقترب منه حتي تداخل عنقا فرسيهما ، كان ذلك القائد اسمه جرجة  .

قال جرجة لخالد : هل أنزل الله علي نبيكم سيفاً من السماء فأعطاك إياه فكان سبباً في انتصاراتك فلا تحارب به أحداً إلا هزمته ؟ فقال خالد (رضي الله عنه) :- لا ....بل أن رسول الله (صلي الله عليه و سلم) قال لي : "أنت سيف من سيوف الله ، سلَّه الله علي المشركين" ،  و دعا لي بالنصر فَسُميتُ بذلك :- (سيف الله) فأنا أشدُّ المسلمين علي المشركين ...

فقال جرجة :- يا خالد ..... إلي أي شيئٍ تدعون ؟ فردَّ عليه خالد  قائلاً :- ندعو إلي شهادة أن لا إله إلا الله ، و أن مُحمداً عبده و رسوله ، و الإقرار بما جاء به من عند الله عزَّ و جل  ، فقال جرجة:- فمن لم يُجبكم ؟ قال له خالد :- يدفع الجزية ..... و نتولي حمايته  ، فمن لم يدفعها نؤذِنه بالحرب ثم نقاتله ...
ثم سأله جرجة :- فما منزلة من يستجيب لكم ، و يدخل اليوم في دينكم ؟ فردَّ عليه خالد :- منزلتنا واحدة فيما افترضه الله علينا ، شريفنا و وضيعنا و أولنا و أخرنا و غنيُّنا و فقيرنا أي أن المسلمين كلهم سواسية لافرق بينهم أبداً .....

استمر الحديث بينهما حتي تقدم ذلك القائد الرومي نحو خالد و قال له :- علمني الإسلام و تعاليمه فصحبه خالد إلي خيمته وصبَّ عليه قِرْبَة من الماء كي يتطهر ثم صلي به ركعتين و عندما شنت الروم هجوماً شديداً ركب خالد فرسه و ركب جرجة
 الذي هداه الله للإسلام فرسه و انطلقا معاً نحو أعداء الله وتلاحم الفريقين و اشتد القتال و احتمي و لكن خالد و جرجة ظلا
يضربان بسيفهما طول النهار حتي مالت الشمس نحو الغروب و صلي المسلمون الظهر و العصر إيماءً برؤوسهم أثناء
الجهاد و القتال .......    


استمر القتال حتي أُصيب جرجة بضربات قاتلة فمات شهيدا سعيداً  و قد ارتقي إلي رب السماوات و الأرض بعد أن كان علي وشك أن يموت كافراً فسبحان مُغير القلوب و قد  مات جرجة شهيداً و لم يصلي لله سوي ركعتين ..........

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة :- المدونة في طور البداية فنتمني منكم أن تنشروها في كل مكان عملاً علي تقدمها و لكم جزيل الشكر ......